#حديث_تنفيذي

الرئيس التنفيذي

#سرد_تنفيذي .. كتبه / جمال الزامل

 

يحسده الجميع على منصبه، ويظنون أنه مرفه لا يفعل شيئًا .

حتى إذا أشرفت السفينة على الغرق، يستغيثون به بعد الله: افعل شيئًا .

فإذا غرقت، يُحمله الجميع المسؤولية، ويكون شعارهم: أنت المسؤول, ولكن حمداً لله لم تغرق .

لنتحدث اليوم عن الرئيس التنفيذي CEO .

لا أريد أن أقلل من شأن أبنائي، ولكني لا أتحدث اليوم عن لقب CEO الذي يتعجل كل شاب إضافته في بطاقة أعماله  Business Card، وحينما يسأله الناس ماذا تعمل؟ يقول: أنا Co-founder وCEO  في شركة كذا الناشئة .

وهي الشركة التي تتكون منه ومن صديقه وربما أخيه . هذا هراء يا بني .

فبغض النظر عن المسمى الأنيق Chief Executive Officer ، أو كما هو مشتهر  CEO ، إلا أن هذا اللقب – حقيقة – يخفي خلفه الكثير من المسؤوليات، الإنجازات، الإخفاقات، الأخطاء المدمرة، النجاحات المبهرة والكثير .

هذا اللقب هو الذي رفع آبل Apple ، ووضع نوكيا Nokia ، وباع ياهوو Yahoo .

الرئيس التنفيذي كتعريف هو الشخص المسؤول عن/المشارك في :

–  وضع الأهداف

–  تنظيم الموارد

–  توجيه الموظفين

–  المتابعة ومطابقة المخطط بالمنجز

تبدو مهمة سهلة .. أليس كذلك؟

للأسف .. هي ليست كذلك أبداً .

هذا هو الوهم الذي تسوقه الأضواء ، ويتأثر به الشباب حداث السن .

 

” الأجر على قدر المشقة” .

لا أذكر من قالها ، ولكن بالفعل يحصل الرئيس التنفيذي على الأضواء وهذا الراتب مقابل الكثير من الضغوط النفسية والمخاوف من احتمالية فشل خطته أو استراتيجيته الإدارية .

ومن واقع خبرتي أخبركم بالوصفة السرية : لا توجد وصفة سرية .

فقط: تجربة + خطأ + تعلم .

دائماً يقع بين المطرقة والسندان .

يتعامل مع تحديات خارجية متمثلة في الأسواق والمنافسين والمستثمرين والمؤسسات الحكومية .

ومع تحديات داخلية ، متمثلة في المديرين والموظفين ، والتحدي الدائم الخاص بتهيئة بيئة عمل مستقرة تسمح بالاستمرارية وتعمل على رفع مستوى الأداء باستمرار .

 

يحتاج الرئيس التنفيذي إلى رؤساء إدارات تحت إدارته مثل:

– مدير التشغيل  COO

– المدير المالي  CFO

–  مدير التسويق  CMO

–  المدير التقني  CTO

وغيرهم من الألقاب التي لها بريق يعجب الناس ، ولكنها صدقًا لا تثير انتباهي قيد أنملة .. العبرة بالإنجاز خلف كل لقب من هذه الألقاب .

 

المتطلبات

لمن يرغب في أن يصبح رئيسًا تنفيذيًا، هل لديك الاستعداد للآتي:

أولاً : النوم من 4 – 6 ساعات يوميًا كحد أقصى .

ثانياً : الجلوس مع الزوجة والأبناء مرة واحدة أسبوعيًا وربما شهريًا .

ثالثاً : الذهاب إلى الطبيب كل أسبوعين على الأقل للتأكد من ثبات حالتك الصحية .

رابعاً : اكتساب صفات القيادة ( نعم .. يقولون القيادة فطرية، وأنا أقول: القيادة مكتسبة من الظروف والأحوال ) .

خامساً : تمكن وبراعة شديدة في مهارات التواصل الفعال : القدرة على كسب الجميع من المدراء حتى العمال (هام جدًا لتحقيق المستهدف) .

سادساً : الانضباط الانفعالي : فلا إسراف في المشاعر على حساب العمل ، ولا تجاهل للنواحي الإنسانية في العمل .

سابعاً : السفر كثيرًا ( يبدو هذا ممتعًا، ولكنه – صدقني – مرهق للغاية، وخاصة مع التقدم في العمر ) .

ثامناً : المرونة الشديدة ( حتى يمكنك التعامل بحكمة ووعي مع المتغيرات ) .

تاسعاً : التعلم المستمر ( لها وقفة خاصة في آخر تغريدة في هذا الثريد ) .

عاشراً : الالتزام : أنت مرآة جيش ضخم من الموظفين والمدراء والعمال والعملاء والشركاء والمساهمين ورجال الأعمال .. الالتزام لك ليس اختيارًا بل هو إلزام حتمي .

 

طلب العلم عليك – عزيزي الرئيس التنفيذي الناشئ – فريضة وليس رفاهية .

أتعلم حتى الآن .. أتعلم من شباب في عمر أبنائي أشياء لا أعرفها عن التكنولوجيا والتسويق، ولا أرى أي غضاضة في هذا .. يوم أن تتكبر على العلم اعلم أنك لا تصلح للقب CEO .

قد يكون كلامي به بعض الشدة – وخاصة في مخاطبة أبنائي – ولكن خذها مني حكمة يا ولدي: كوب ماء ألقيه في وجهك لتفيق، خير من قطعة حلوى أضعها في فمك لتسكر .

كن رجلاً على قدر المسئولية والتحديات لتصبح CEO تفتخر – أنت – به .

ولأعزائي من CEOs : أين وصلت في إنجازاتك وحياتك؟