#سرد_تنفيذي .. كتبه / جمال الزامل
هناك مثل طريف يقول “خربوها وقعدوا على تلّها” للدلالة حماقة المدير كونه لم يعرف كيف يديرها .
هذا الثريد سيطرح أسماء أشهر الرؤساء التنفيذيين الذين (خربوها) ولكن لم يقعدوا على تلّها .
الدروس المستفادة من قصصهم كثيرة .
لذلك دعنا نبدأ على الفور .
- ستيفان إيلوب – نوكيا
قد تكون من الجيل الذي لم ير ازدهار هواتف نوكيا عالميا دعني أخبرك إذًا أنه جاء يوم على نوكيا عندما نسأل: نوع جوالك إيه؟
لا يقول مثلا نوكيا أو سامسونج، وإنما يقول اسم إصدار نوكيا الذي معه، كأن يقول مثلا: الدمعة – البنانا – إلخ .
هل أدركت الأمر؟ الجوال عندهم هو نوكيا ولا غير .. لا يرون غيره لقد وصلت القيمة السوقية لنوكيا يومًا ما إلى ما هو أكثر من 700 مليار دولار كل هذا حتى وصل ستيفان إيلوب تولى رئاستها عام 2010 وبدأ الانهيار سريعًا انخفاض الإيرادات بنسبة 40%
انخفاض في الأرباح بنسبة 95% .
انهيار حصة نوكيا من سوق الهواتف الذكية من 34% إلى 3.4% .
انخفاض في سعر سهم الشركة بنسبة 60% .
هذه أرقام كارثية لم تسمع بها نوكيا من قبل .
هذه الأرقام وصمة عار في سجل نوكيا التاريخي المليء بالنجاح .
مفهوم أن تنجح أو تفشل الشركة، ولكن أن يُقصم ظهرها هكذا!
البعض يُعزي الأمر إلى ارتفاع نجم آبل والهواتف الذكية .
ولكن هل هذا مبرر لهذا الفشل الذريع؟ هل عُدِمَت الحلول؟
آخر ما قدمه إيلوب لنوكيا هو صفقة استحواذ قسم الأجهزة المحمولة لصالح ميكروسوفت .
- جون سكالي – آبل
حينما يأتي ذكر سكالي أتذكر المثل العربي القديم:
“علمته الرمي، فلما اشتد عوده، رماني” .
هذا لأن ستيف جوبز هو الذي جاء بجون سكالي من بيبسي إلى آبل قائلاً له: هل ترغب في بيع ماء السكر طوال عمرك أم تغيير العالم؟
ثم جاء ذلك اليوم الذي أقال فيه سكالي جوبز من منصبه!
فشل سكالي في إدارة آبل فشلاً ذريعًا .
على يده حققت الشركة خسائر فادحة في مشروعات ضخمة، وعلى رأسها مشروع نيوتن .
خسرت الشركة نصف قيمتها السوقية، وأصبحت على حافة الإفلاس .
وتعتبر الفترة التي كان فيها مديرًا تنفيذًا(1983 – 1993) هي الفترة السوداء في تاريخ آبل على الإطلاق .
- تيري سيميل – ياهو
وقصة أخرى لعملاق انهار بسبب سوء الإدارة .
تيري سيميل مثله مثل جون سكالي، جاء بعقلية تقليدية لقيادة شركة غير تقليدية .
التكنولوجيا عنوانها التغير الدائم، وكان سيميل تقليديًا للغاية .
وإليك القليل من كوارثه التي ربما لن تصدقها :
-رفض شراء شركة جوجل (نعم Google التي نعرفها) مقابل مليون دولار .
-فشل في الاستحواذ على فيسبوك (نعم Facebook الذي نعرفه) .
-رفض بيع ياهو لميكروسوفت عام 2007 مقابل 40 مليار دولار .
هل يكفي هذا؟
يكفي ويزيد.
لم يكن سيميل من المدراء التنفيذيين الذي يستمع إلى من حوله، أو يقبل المناقشة في قرار اتخذه .
لم يكن يفكر مرتين، ولم يكن يتراجع عن قرار خاطئ اتخذه .
والنتيجة هي بيع ياهو – بصعوبة شديدة – إلى Verizon مقابل 4.8 مليار دولار .
لا تنظر إلى صفقة ميكروسوفت، لكن انظر إلى ياهو كانت قيمتها السوقية يومًا ما 125 مليار دولار .
انظر كيف آل الأمر!
- روبرت آلين – AT&T
(1988 _ 1997)
بدأ الأمر بصفقة اندماج عادية .
تحولت بعدها إلى كارثة .
قام آلين بعمل اندماج مع NCR Corp نتج عن هذه الخطوة خسائر فعلية مقدارها 12 مليار دولار .
فماذا يفعل الرئيس التنفيذي المحترم ليحل الأزمة؟
قام بتسريح 50,000 موظف من الشركة لتقليل التكلفة .
هل توقف الأمر عند هذا الحد؟
بل ما هو أكثر صفاقة: قام بزيادة راتبه من 6.7 مليون دولار إلى 16 مليون دولار!
تُرى ما هي نفسية رجل استطاع – بجرة قلم – إصدار قرار بخراب أكثر من 50,000 بيت، ثم واتته الجرأة لزيادة راتبه بعد ذلك
الأمان الوظيفي في أي شركة ناجحة خط أحمر لا يجب تعديه .
والآن أخبرني: من هو الأسوأ على الإطلاق في هذه القائمة القصيرة.